بسم آلله الرحمن الرحيم
... وبهِ أستعين ,’}
في البداية أشكر دكتورنا الفاضل على اهتمامهِ بنا وتوفير آلمكان المناسب **
جزاهُـ آلله عنَّـآ خير الجــزاء ../}
أمـآ بعد :
فقد أكمل دكتورنا في هذا اليوم ماتطرق إليه في المحاضرة السآبقة وهو :
علاقة علم السياسة بغيره من العلوم الإجتماعية
علم السياسة وعلم الاجتماع
ذكر دكتورنا بأن هناك ارتباط قوي بين علمي السياسة والاجتماع ،
وهذا الإرتباط القوي ناتج عن أن هناك تأثير متبادل بين الأوضاع الاجتماعية والأوضاع السياسية للمجتمع ..
فأيُّ مجتمعٍ بناؤهُ الطبقي يتكون من 3 طبقات ..
1) الطبقــــة الغنية ..
2) الطبقــــة الوسطى ..
3) الطبقــــة الفقيرة ..
وحتى يكون البناء الاجتماعي سليماً لا بد أن يكون التالي
أن تكون الطبقة الغنية قليلة العدد
والطبقة الوسطى ضخمة العدد >> وهي التي تحقق التوازن للمجتمع
والطبقة الفقيرة قليلة العدد
وذلكـ ينعكس إيجابيا على الاستقرار السياسي للمجتمع والعكس صحيح ، فالتفاوت الطبقي الحاد أي تضخم الطبقة الفقيرة وتآكل الطبقة الوسطى يؤدي إلي زعزعة الاستقرار السياسي للمجتمع.
أي .. كلما كان البناء الإجتماعي سليماً فالمجتمع يكون مستقراً سياسياً ..
كذلك هناك موضوع مشتركـ مثل التنشئة السياسية للفرد فهي تعد محل اهتمام كلاً من علم السياسة وعلم الاجتماع ،
إذن فالتنشئة السياسية هي العملية التي من خلالها يكتسب الفرد معارفه وتوجهاته وآرائه وأفكاره السياسية ، وهي عملية تراكمية تتم خلال سنوات عديدة من عمر الفرد ومن خلال مجموعة من مؤسسات التنشئة الاجتماعية مثل الأسرة والمؤسسات التعليمية كالمدرسة والجامعة ودار العبادة وجماعة الرفاق ووسائل الإعلام والقنوات المختلفة وغيرها.
وارتباطا بما تقدم ظهر علمٌ وسط وهو علم الاجتماع السياسي كتعبير عن الارتباط بين علمي السياسة والاجتماع، وهو العلم الذي يهتم بدراسة التأثير المتبادل بين الأوضاع السياسة والظروف الاجتماعية للأفراد والجماعات والفئات المجتمعية المختلفة.
ثم تطرق دكتورنآ إلى
علاقة علم السياسة بعلم الأنثربولوجيا
يعرف الأنثربولوجيا بعلم الإنسان ، وهو يهتم بدراسة الأجناس البشرية وتطورها ،لذلك فهو يرتبط بعلم السياسة نظرا لأن الاختلاف بين الأجناس على مر الأزمان كان محركا للصراع السياسي بين الدول، من هنا فإن دراسة الأقليات والجماعات العرقية والصراعات العرقية(مثل مشكلة الأكراد في تركيا مثلا) هو محل اهتمام مشترك لعلمي السياسة والأنثربولوجيا ، وكذلك الحال بالنسبة لموضوع التفرقة العنصرية (مثل حالة جنوب أفريقيا حيث استعلاء الأقلية الأوربية البيضاء على الأغلبية السوداء)وكذلك اليونآنيون الذين كآنوا ينظرون للشعوب الأخرى باعتبآرهـم شعوب (همج) أي ليسوا ببشر ولذلك قالوا بزعمهم أن من حقهم أن يحتلوا مثل هذه الشعوب
وذلكَ يدلنا على ان إختلاف الأجنآس يحرك الصرآع السياسي ..
فهو موضوع طالما انصب عليه اهتمام علماء السياسة كما تناولته الأبحاث الأنثربولوجية....
وهنآ أشآر دكتورنآ الفآضل إلى عظمة ديننا الإسلآمي حيث ذكر لنا حديث رسولنا الكريم (كلكم لآدم وآدم خُلِقَ من تراب ) و (لا فرق بين أعجمي ولا عربي إلا بالتقوى)
وذكر دكتورنآ بأن هذه عظمة الإسلآمـ فنحنُ لانميِّز بين البشر
مع الترآب جئنا وإلى التراب سنعود..
وكذلك تطرقنآ إلى
العلاقة بين علم السياسة والتاريخ
ذكر لنآ دكتورنا مقدمه جميله وهي /
أن علم السياسة بلا تاريخ كنبآت بلا بذور ... وعلم التاريخ بلا سياسة كنباتٍ بلا ثمر
ويعتبر التاريخ تذكيراً لأحداث الواقع السياسي ..
مثآل .. نحنُ من خلال التاريخ عرفنا أن السياسة الأمريكية منحآزة لإسرائيل
و يقدم التاريخ لعالم السياسة سجلا غنيا بالمعلومات والبيانات الخاصة بالواقع السياسي يمكن الإفادة منها في صياغة قواعد علمية عامة تستخدم في فهم وتحليل وتفسير ذلك الواقع ، ومن هنا فالارتباط قوي بين علم السياسة والتاريخ فلا غنى لكليهما عن الآخر..
ويشار هنا إلي أن هناك فرع من فروع المعرفة يعرف بالتاريخ الدبلوماسي يهتم بدراسة تاريخ العلاقات السياسية الدولية ، وهو بذلك يمثل قاسما مشتركا بين علم السياسة والتاريخ.
وفي ختآم المحاضرة حدثنا دكتورنا عن
العلاقة بين علم السياسة والقانون
ثمة روابط عديدة بين علم السياسة والقانون منها:
_ وجود فرع رئيسي من فروع علم السياسة يعتمد في دراسته على المنهج القانوني وهو(النظم السياسية) وهو نفس الفرع الذي يدرسه القانونيون تحت مسمى (القانون الدستوري).
_ القانون الدولي كذلك يعتبر فرعا مشتركا بين المعارف السياسية والقانونية ، حيث ينصب على دراسة العلاقات السياسية الدولية بمنهج قانوني ، مرتبطا بمجموعة من المبادئ المثالية التي تستهدف تحقيق واقع دولي مثالي ، مثل مبدأ حل المنازعات بالطرق السلمية ، ونبذ استخدام القوة في العلاقات الدولية ..وغيرها.
_ موضوع نظرية الدولة هو أيضا من الموضوعات المشتركة التي يهتم بها علماء السياسة وفقهاء القانون ، باعتبار أن الدولة هي مجتمع سياسي يسوده القانون أو كما نقول دائما فالدولة والقانون توأمان.
_ كذلك هناك موضوع على قدر كبير من الأهمية يركز عليه كل من علم السياسة والقانون ألا وهو موضوع (شرعية السلطة) والتي تعني مدى دستورية السلطة ، أي مدى التزامها بالقانون فهي شرعية طالما التزمت بالقانون والعكس صحيح.
وهكذا يتضح من خلال ما تقدم التداخل الكبير بين علم السياسة والقانون.
هذا وآلله أعلمـ
وصلى آلله على نبينآ محمد ..