*المحاضرة الثانية عشر*
بسم الله الرحمن الرحيم
تابع الفكر السياسي الإسلامي
ابن خلدون(1332: 1405)
ولد عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي في تونس عام 1332، وتوفي بالقاهرة عام 1406 ميلادية، وقد زار معظم الدول العربية .
و من أهم كتبه المقدمة الذي يعتبر من اهم الكتب في العربية ويتألف من اثني عشر مجلدآ
– عاصر حالة تخلف سياسي وحضاري في العالم العربي والإسلامي تميزت بالدسائس والمؤامرات بين ملوك الدويلات الإسلامية.
منهجه :
يعتبر ابن خلدون مؤسس المنهج العلمي التجريبي ((و أول من استخدم هذا المنهج ويعتبر كذلك هو مؤسس علم الإجتماع وعلم الإجتماع السياسي ))
حيث اهتم بوصف الأحوال الاجتماعية والسياسية كما هي قائمة ولم يهتم بالدولة المثالية وقد تميز منهجه بما يلي:
(1) الاعتماد على الملاحظة للظواهر بمختلف جوانبها من اقتصادية وثقافية وعقيدية
(2) استهداف الوصول إلى قوانين وقواعد علمية عامة لتفسير تطور الظواهر والعلاقة فيما بينها ،ومثال ذلك قوانينه الخاصة بتطور الدول وأنظمة الحكم داخلها ومسببات هذا التطور من عوامل داخلية وخارجية.
((اهم افــكارهـ السياسية))
....نظرته للمجتمع ونشأة الدولة ....:
يرى أن الإنسان اجتماعي بطبعه ,((أي ان نشأة المجتمع من الطبع الاجتماعي للإنسان))
لا يستطيع أن يعيش منفرداَ ولابد له من التعاون مع آخرين من أجل إشباع سائر حاجاته ،ومن هنا نشأ المجتمع .
ولكي تستقيم الحياة الاجتماعية كان لابد من وجود(( سلطة)) تجمع كلمة البشر وتصلح أحوالهم والسبب:
حيث إن الأصل فيهم هو الأنانية والميل للعدوان،إذن هدف السلطة السياسية هو:
ضبط سلوك البشر وتحقيق الاستقرار في ربوع المجتمع.
((نظرية ابن خلدون))
بما أن ابن خلدون من اهم المفكرين الاسلامين فكان افكاره مستمده من القرآن الكريم وأهمها تطور الدول
قال تعالى : " إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ " آل عمران 140
...مراحل تطور الدول....
في تطورها تمر الدولة بخمس اطوار هي:
1-طور النصر والاستيلاء على الحكم من أيدي حكم أو دولة سابقة.
((مراحل الجهاد والحرب والتعب))
2-طور الفراغ والدعة لتحصيل ثمرات الملك وفيه تسود الراحة والطمأنينة .
((بعد مرحلة الحرب وتكون لجني ثمرات هذا التعب))
3-طور الاستبداد أو الانفراد بالسلطة والتنكر لأهل العصبة .
((أي ان الحاكم يميل الى الاستبداد ويتنكر لمن سانده حتى لايطمع في الحكم))
4-طور القناعة والمسالمة ويكون الحاكم خلاله قانعاً بما ورثه عن سابقيه.
((أي ان الحاكم يكون قانع بأي حكم ويقدم الكثير من التنازلات وحتى وان كانت من حقه من اجل استتباب الأمن وهذا هو الحال المؤسف لمعظم الأمة العربية))
5-طور انقراض الدولة وزوالها نتيجة الإسراف والتبذير.
أي انشغال الناس في الغناء والملاهي وعزوفهم عن اسباب الخير
مثآل:
في بلاد الاندلس قبل انهيار الدولة الاسلامية كان الأوروبيون يرسلون الجواسيس.
فوجد الجاسوس طفلا يبكي فسأله:لماذا تبكي؟
قال:اني تعلمت الرماية
فذهب الجاسوس لاعوانه وقال: الآن آن الأوان
وكذلك رأى شيخا يبكي فسأله: لماذا تبكي؟
قال:وقع خاتم حبيبتي في الماء .
فقال : الآن آن الأوان
وبناء عليه فإن حركة الحضارات الإنسانية والدول هي في استمرار وتواصل من صعود وهبوط.
....نظم الحكم....
يقسم ابن خلون الحكومات إلى ثلاثة أنواع رئيسية هي:
1-الحكومة الطبيعية برئاسة حاكم مستبد ،وتقوم على حمل الكافة على مقتضى الغرض والشهوة.
مثآل:
في التاريخ المملوكي كان هناك حاكم اسمه ((قرقوش)) وكان يحب وجبة الملوخية .
فأصدر قرار تحريم اكل الملوخيةعلى الشعب لينفرد بها لنفسه
فاستخف به شعبه وطبق اوامره.
2-حكومة الملك وهي تستند إلى العصبية وتقوم على حمل الكافة على مقتضى النظر العقلي في جلب المصالح الدنيوية ودفع المضار)
3-لخلافة وتعني حمل الكافة على مقتضى أحكام الشرع في كل مايتصل بمصالحهم الدنيوية والأخروية ،فهي خلافة صاحب الشرع في حراسة الدين وسياسة الدنيا ،وهي قد تختلط بالعصبية والوازع فيها ذاتي قوامه الاقتناع .
((مثل ما حدث في عهد معاويه بن ابي سفيان عندما ولى ابنه يزيد))
الخلافة تتم بالاختيار الذي هو فرض كفاية على أهل الحل والعقد ويشترط في الإمام العدالة والعلم والحكمة وسلامة الحواس والأعضاء وأشار إلى الاختلاف حول النسب القرشي وقال بأن الخلافة قد تنقلب إلى ملك.
....أهم خصائص فكر ابن خلدون....
1- قوله بأن الظاهرة السياسية تتفاعل مع غيرها من الظواهر الاجتماعية ( وهو يعتبر مؤسس علم الاجتماع السياسي).
2- تميز منهجه بالتجريبية ويلاحظ ذلك من خلال دراسته للتاريخ ومتابعة التطورات التي تعترى الدول والشعوب.
3- أنه مزج بين المعرفة العلمية التجريبية ((ولم ينظر للمثاليه))وما يقدمه الدين من أسس لممارسة السلطة.
....خصائص الفكر السياسي الإسلامي...:
1- ارتكازه إلى القرآن والسنة.
2- يقوم على التوفيق والاعتدال والوسطية كالتوفيق بين الدين والفلسفة
3- التركيز على فكرة الإمامة(الإمام العادل) في التحليل السياسي دون التركيز كثيراً على دور المحكومين .
4- يعتبر العدالة هي المبدأ الأصيل لأي نظام سياسي مثالي .
اتمنى اكون وفقت في نقل المحاضرة لتعم الفائدة