منتديات الحوار الجامعية السياسية

شخصيات صنعت التاريخ

المشرف: بدريه القحطاني

By محمد القاسم 34
#68873
كان الهدف الاول “للبوكسر” هو تدمير سلالة جيانك التي حكمت الصين لاكثر من مائتي وخمسين سنة ومن ثم تحرير الصين من النفوذ الاجنبي الذي اعتبروه تهديدا للثقافة الصينية ولكن عندما تحولت الامبراطورة دواغر لتأييد البوكسر اصبح هدفهم تخليص الصين من القوى الاجنبية، اواخر 1899 بدأت مجموعات من البوكسر بقتل افراد البعثات التبشيرية المسيحية والمسيحيين الصينيين، وفي بداية 1900 بدأت ثورة البوكسر في الريف فقامت الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا وفرنسا وايطاليا واليابان بارسال قوة من 2100 جندي بهدف القضاء على الثورة، قامت منظمة قبضات الحق والانسجام Society of Righteous and ...


Harmonious Fists واطلق عليها بالانكليزية Boxers في الاعوام من 1898 ولغاية 1901 بانتفاضة مسلحة ضد ما كان يسمى بمناطق النفوذ الاوربية في الصين والتي كانت تتجلى في تجارة الافيون والغزو السياسي والاستغلال الاقتصادي والبعثات التبشيرية التي كانت تحاول نشر المسيحية في الصين، منذ الايام الاولى لاقتحام الدول الغربية للصين كانت مشاعر الصينيين تناهض النفوذ الغربي والمعاهدات المجحفة بحق الصين ولصالح الدول الغربية و لم تكن حكومة كوينك تستطيع مقاومة انتشار المسيحية ومصادرة اجزاء كبيرة من الاراضي والممتلكات لصالح الكنيسة وقد ادت مشاعر الاستياء إلى انتفاضة مسلحة ضد المصالح الغربية اكتسبت دعما جماهيريا واسعا بين الصينيين وهزيمتها اثارت احباطا عميقا بين المثقفين الصينيين رغم ادانتهم للمظاهر الخرافية والتعسفية للانتفاضة، صن يات صن اثنى على روح المقاومة لدى البوكسر ولكنه كان يدعوهم مثل بقية المثقفين من جيله بالعصابات، BANDITS طلاب تلك الفترة كانوا يشاركون البوكسر في مواقفهم ولكنهم كانوا يقولون: رغم ان الانتفاضة قام بها ناس جهلة وعنيدين من سكان المناطق الداخلية ولكنها تتميز بالشجاعة والحق وكان يمكن تحويل الثورة إلى إلى قوة تتوجه لتحقيق استقلال الصين،المثقفون في الغرب كانوا بدورهم يتعاطفون مع البوكسر، مارك توين وقال عنهم ( البوكسر وطنيون يحبون وطنهم اكثر من الاخرين في حبهم لوطنهم، وانا اتمنى لهم النجاح ) مع تصاعد مشاعر المعاداة تجاه حكومة كينك انتشرالتعاطف مع البوكسر في صفوف المثقفين الصينيين، جين ديكسيو يغفر للبوكسر اعمالهم الوحشية التي تتلاشى امام الجرائم التي يقترفها الاجانب ضد الصين ويضيف بان الخاضعين للاجنبي هم وحدهم يستحقون احتقارنا، البوكسر كانوا يطلقون على الاجانب اسم غيوزي Guizi ويدل على الاحتقاروكانوا يدينون الصينيين الذين تحولوا إلى المسيحيية والعاملين في خدمة الاجانب، الانهيار المالي للدولة إلى جانب الكوارث الطبيعية دفعت البوكسر في شاندونغ عام 1898 إلى شن الهجمات الاولى على مقرات البعثات التبشيرية المسيحية فلقيت في بداية الامر مقاومة من حكومة كينك ولكن سرعان ما تفق الطرفان على توحيد اهدافهما في انهاء النفوذ الاجنبي في الصين ورفعوا شعار ( ادعموا كينك ودمروا الغربيين ) في عام 1900 بدأ حصار البوكسر للسفارات الاجنبية في بيانغ وكانت لديهم اسلحة خفيفة فقط وكان عدد من اعضاء الحركة يدعون بإمتلاك قوى غيبية تحصنهم ضد المدافع والاطلاقات البنادق، وبالاستجابة مع هذه الخطوة اعلنت الامبراطورة المترددة دواغير وبتشجيع من اعضاء البلاط المحافظين دعم البوكسر والحرب على القوى الاجنبية، الدبلوماسيون والمدنيون من الاجانب والمسيحيون الصينيون انسحبوا إلى حي الدبلوماسيين وبقوا تحت الحصار لمدة خمسة وخمسين يوما حتى ارسل التحالف الثماني عشرين الفا من القوات الاجنبية لالحاق الهزيمة بالجيش الامبراطوري المحاصر، خلال فترة الحصار، وحدات من الجيش الامبراطوري تحت قيادة الامير كينك كانوا ايضا يقاتلون ضد القوات المحاصرة إلى جانب ان القائد العام للقوات الصينية "رون غلو" كان هو نفسه متعاطفا مع الغربيين و يتخذ خططا تعرقل نجاح الصينيين فأنتهت الانتفاضة باتفاقية السابع من ايلول 1901 التي تضمنت عقوبات شديدة للمشاركين فيها اضافة إلى غرامة 67 مليون باون تدفع خلال تسعة وثلاثين عاما للدول الثلاثة المتحالفة ضد الصين، منظمة البوكسر كانت منظمة سرية تاسست في المقاطعة الساحلية الشمالية شاندونغ وغالبية اعضائها من الناس الذين فقدوا ممتلكاتهم بسبب مصادرتها من قبل القوى الاجنبية، وقد اطلق الغربيون اسم البوكسر عليهم لاجادتهم فنون المصارعة وبقية انواع الرياضة واساليب القتال المعتمدة على استخدام السيوف بمهارة مترنمين في هجماتهم باناشيد الطاوية والبوذية التي كانوا يعتقدون بانها تمنحهم قوة خارقة ضد المدافع والاسلحة النارية، كان البوكسر يعتقدون بانهم من خلال التدريب ونظام غذائي خاص والفنون الحربية والصلاة يستطيعون ان يحققوا منجزات استثنائية مثل الطيران ومحصنين ضد السيوف والاطلاقات النارية إلى جانب كانوا يعتقدون بانهم مدعومين من قبل ملايين من الجنود الروحيين تهبط من السماء وتساعدهم في تطهير الصين من النفوذ الاجنبي،وكان غالبية البوكسر من العمال والفلاحين الذين اصيبوا باليأس بسبب كوارث الفيضان والادمان على الافيون وكانوا يلقون مسؤولية هذه الكوارث على عاتق البعثات التبشيرية والقوى الاوربية التي كانت تستعمر الصين، قبل انتفاضة البوكسر ظهرت عدة منظمات سرية في شاندونغ، في عام 1895 بدأت منظمة مانشو يوكسيان وبمساعدة منظمة السيوف الكبيرة بمحاربة العصابات التي تقوم بالسلب والنهب في طول البلاد ولكن اصطيادهم من قبل السيوف الكبيرة تحولت اعداد كبيرة من العصابات إلى الكاثوليكية فأكتسبوا حصانة قانونية ضد ملاحقتهم من قبل القضاء مثلما توفرت لهم حماية الاجانب، فشرعت السيوف الكبيرة بمهاجمة الكنائس الكاثوليكية وحرقها، بعد فشل اصلاحات ( المائة يوم ) استولت الامبراطورة المحافظة داوغر سايكي على السلطة ووضعت الامبراطور الاصلاحي غوانغ أكسو تحت الاقامة الجبرية، كانت القوى الاجنبية تتعاطف مع الامبراطور المعتقل فرأت سايكي فرصة في استغلال البوكسر لطرد الاجانب، احد زعماء البوكسر زهاو هونغ دينغ ويعني الاسم المصباح الاحمر زهاو، ادعى بانه من نسل سلالة مينغ ورفع شعار اسقاط سلالة كوينك واحلال سلالة مينغ محلها، مع بداية 1900 كانت قد مضت ستة اعوام على تجاوز القوى العظمى لسيادة الصين، وكانت قد ارغمت الصين على استيراد الافيون مما ادى إلى الادمان الواسع بين الصينين، وكانت تلك القوى وبعد انتصارها على الصين في عدة معارك تؤكد على حقوقها في حماية المسيحية في الصين إلى جانب فرض معاهدات مجحفة جدا بحق الصين حيث كان الاجانب والشركات الاجنبية في الصين تتمتع بامتيازات استثنائية وحصانهة من القوانين الصينية، وهكذا ففي مطلع القرن العشرين في 1900 كانت سلالة كوينك التي حكمت الصين لاكثر من قرنين على وشك الانهيار وكانت الثقافة الصينية التي تمتد إلى اكثر من الفي عام هدف لهجمات ديانة غير مالوفة وثقافة علمانية مدعومة بالمدافع، ومن اهم العوامل التي ساعدت على النجاحات الاولية للبوكسر هي اولا الجفاف الذي نجم الفيضانات حيث اضطر الفلاحون إلى مغادرة قراهم متوجهين إلى المدن طلبا للطعام وكما قال احد المراقبين ، ( انا مقتنع بان عدة ايام من الامطار الثقيلة ستساعد على استعادة الهدوء اكثر من اية اجراءات تتخذها الحكومة الصينية او القوى الاجنبية.
مجلة اباوت كوم
الكاتب : جنيفر روزنبيرك
الترجمة : عدنان توفيق