منتديات الحوار الجامعية السياسية

محاضرات مكتوبة خاصة بالمقررات الدراسية
#19483

الحرب العالمية الثانية هي نزاع دولي بدأ في 7 يوليو 1937 في آسيا و 1 سبتمبر 1939 في أوربا و انتهت الحرب في عام 1945 باستسلام اليابان، تعد الحرب العالمية الثانية من الحروب الشموليةً و أكثرها كُلفة في تاريخ البشريةً لاتساع بقعة الحرب و تعدد مسارح المعركة، فكانت دول كثيرة طرفاً من أطراف النزاع . فقد حصدت الحرب العالمية الثانية زهاء 60 مليون نفس بشرية بين عسكري و مدني.

تكبّد المدنيون خسائر في الأرواح إبّان الحرب العالمية الثانية أكثر من أي حرب عرفها التاريخ ، و يعزى السبب لتقليعة القصف الجوي على المدن و القرى التي ابتدعها الجيش الألماني على مدن و قرى الحلفاء مما استدعى الحلفاء الرّد بالمثل ، فسقط من المدنيين من سقط من كلا الطرفين . أضف إلى ذلك المذابح التي ارتكبها الجيش الياباني بحق الشّعبين الصيني و الكوري إلى قائمة الضحايا المدنيين ليرتفع عدد الضحايا الأبرياء و الجنود إلى 51 مليون قتيل ، أي ما يعادل 2% من تعداد سكان العالم في تلك الفترة


الامتعاض من معاملة القوى المنتصرة لألمانيا و سوء و تردي الأوضاع الاقتصادية بسبب التكاليف الباهظة و الديون التي تكبّدتها ألمانيا بعد الحرب العالمية الأولى و إبرام معاهدة فيرساي و الكساد الاقتصادي العالمي أهّل أدولف هتلر و حزبه اليميني المتطرّف إلى الأخذ بزمام الأمور واعتلاء كرسي الحكم في ألمانيا. ثم قام هتلر بتحدّي المعاهدات المبرمة بين ألمانيا والحلفاء بعد الحرب العالمية الأولى بالعمل على تطوير الجيش الألماني و حشد القوات والعتاد على الحدود الفرنسية الألمانية والاتحاد مع النمسا و ضم أجزاء من تشيكوسلوفاكيا بمباركة أنجلو-فرنسية.

في العام 1922، وصل بينيتو موسوليني و حزبه الفاشي إلى دفّة الحكم في ايطاليا ، و يتّفق كل من الحزب الفاشي بقيادة موسوليني و الحزب النازي بقيادة هتلر في بعض الأهداف الإيديولوجية ، فشكّل الاثنان اتفاقية جمعت بلديهما و سمّيت الاتفاقية بالمحور في العام 1936. أما فيما يتعلّق بالجانب الشرقي من العالم ، فقامت الإمبراطورية اليابانية بغزو الصين في سبتمبر 1936. و بالرغم من معارضة الحكومة اليابانية للغزو ، إلا أن الجيش الإمبراطوري الياباني لم يعبأ بمعارضة حكومة بلاده و مضى قُدُماً في غزوه للصين.

في العام 1939، قام هتلر بالمطالبة ببعض من أراضي بولندا و قام بالتوقيع على اتفاقية "عدم اعتداء" بين المانيا و الاتحاد السوفييتي كردة فعل على اتفاقية الدّفاع المشترك بين كلّ من بريطانيا-فرنسا و بولندا . و في الأول من سبتمبر 1939، قامت القوات النازية بغزو بولندا، و بعدها بيومين ، أعلنت كلّ من بريطانيا و فرنسا الحرب على ألمانيا. و في غضون أسبوعين من الغزو النازي لبولندا ، قام الجيش الأحمر السوفياتي بغزو بولندا هو الآخر. و قبل أن يتسنّى للجيش البريطاني و الفرنسي من تشكيل هجوم على بولندا لدحر الغزو النازي لبولندا، كانت القوات النازية قد انتهت من السيطرة على بولندا و إنهاء مناوشات الجيش البولندي و النازي في غضون 3 أسابيع.


المسرح الأوروبي


تسمّى الفترة التي أعقبت الغزو النازي لبولندا (اكتوبر 1939) و حتى الغزو النازي لبلجيكا و هولندا ، ولوكسيمبورج ، و انتهاءً بغزو فرنسا (مايو 1940) ، بالحرب المزيفة لعدم مشاركة القوى العظمى في مسرح العمليات و اقتصار المعارك في المسرح الأوروبي على القوات النازية و صغار الدول بالرّغم من إعلان الحرب على ألمانيا النازية من قِبل بريطانيا وفرنسا.

تحرّكت القوات النازية و الروسية من بولندا واتّجه الجيش الأحمر ليركز بشكل أكثر على دول البلطيق و فنلندا حيث دارت الحرب الشتوية التي شدّت انتباه العالم لانعدام الأعمال العسكرية في بولندا ، بينما اتّجة الجيش النازي جهة الدنمارك و النرويج و عزّزت القوات الفرنسية مواقعها عل الحدود الفرنسية الألمانية ، و باستثناء بعض المناوشات العسكرية بين القوات الفرنسية و الألمانية ، لم يكن هناك شيء يذكر لأن كل من فرنسا و المانيا كانتا منهمكتين في حشد الجنود و العتاد في تلك الفترة . في مايو 1940، استعملت القوات النازية تكتيكاً عسكرياً جديداً سمّي بـ الحرب الخاطفة مما مكن القوات النازية من السيطرة على فرنسا و هزيمة الجيش الفرنسي و البريطاني . و تقهقر الجيش البريطاني إلى مدينة دنكيرك الساحلية و ترك أسلحته الثقيلة في الساحة الفرنسية فقامت حكومة تشرشل باستخدام السفن العسكرية بل و حتى التجارية في إجلاء الجنود البريطانيين من الساحل الغربي لفرنسا . و لم يبق خيار للحكومة الفرنسية غير خيار الاستسلام للجيش النازي مما مكّن الجيش النازي من إحكام السيطرة على الشمال الفرنسي و تنصيب حكومة فرنسية موالية لألمانيا



النازية في الشطر الجنوبي من فرنسا


لم يتمكن سلاح الجو الألماني من هزيمة غريمه البريطاني فكان من الضروري قهر سلاح الجو البريطاني ليتسنّى للألمان غزو الإنجليز، فاتّبع الألمان سياسة مكثّفة بالقصف بالقنابل على بريطانيا، أملاً في إخضاع الإنجليز، و باءت محاولات الألمان بالفشل.

بالرغم من إتفاقية عدم الاعتداء بين ألمانيا و الاتحاد السوفييتي، إلا أن ألمانيا قامت بغزو الاتحاد السوفييتي في يونيو 1941. فقد أخذ الألمان الروس على حين غرّة ، و كسبت ألمانيا أراض روسية شاسعة و أسرت مئات الآلاف من الجنود الروس . و بعدما أفاق جوزيف ستالين مما ألم به ، أخذ الروس في إعادة ترتيب أوراقهم خصوصا أن الروس استطاعوا الاحتفاظ بعتادهم العسكري الثقيل بعد رجوعهم إلى الوراء نتيجة الغزو الألماني . استمات الروس و قدموا الغالي و النفيس في الذود عن العاصمة موسكو و استمر العناد الألماني حتى فصل الشتاء . و لم يكن في بال هتلر استمرار المقاومة الروسية حتى فصل الشتاء ، إذ لم يتم تجهيز الجيش الألماني و تزويده بخطوط الإمداد لهذه الفترة . فمرّ فصل الشتاء على الجيش الألماني بقسوة نتيجة التخطيط السيء لغزو موسكو . و بحلول فصل الربيع ، احتار الألمان بين المضي قدما في احتلال موسكو أم الاكتفاء بالسيطرة على حقول النفط القوقازية.

إختار الألمان السيطرة على حقول النفط القوقازية عوضاً عن احتلال العاصمة موسكو . و في العام 1942، سحقت القوات السوفييتية قوات المحور الأمامية في الجنوب السوفييتي وقامت بتطويق الجيش الألماني السادس في معركة "ستالينجراد"، واستسلم 300,000 جندي ألماني في نهاية الحصار . كارثة ستالينجراد كانت نقطة التّحول في مسرح العمليات الحربية الأوروبية و بداية العد التنازلي لهيمنة الرايخ الثالث على أوروبا . فبعد كارثة ستالينجراد ، تكبد المحور كارثة تونس التي هزم فيها المحور و تم أسر ربع مليون جندي ألماني و إيطالي من جنود المحور . استعمل الحلفاء شمال أفريقيا كنقطة انطلاق لقهر مارد المحور من الجنوب بعد إحكام القوات الروسية على الجبهة الشرقية.

سقطت إيطاليا بعد تحرك الجيش البريطاني و الامريكي إليها من شمال أفريقيا و بعد مقاومة شرسة من الجيش الألماني للأراضي الإيطالية في سبتمبر 1943.

أحكم الحلفاء قبضتهم على المارد الألماني و دول المحور و لم يتبق إلا عُقر دار الرايخ الثالث في برلين ، فقامت جحافل الجيش الأمريكي بالإنزال الشهير على شواطيء نورماندي في 6 يونيو 1944 و نتج عن هذا الإنزال تحرير جُل فرنسا و بلجيكا ، و هولندا، و لكسمبورغ في أواخر عام 1944. في هذه الأثناء، وصل الجيش الأحمر إلى مشارف مدينة برلين من جهة الشرق ، معقل الرايخ الثالث ، و اُسدل الستار على ألمانيا النازية بانتحار هتلر ، ثم استسلام ألمانيا استسلاماً غير مشروط في 7 مايو 1945.



المسرح الآسيوي


قامت القوات اليابانية بغزو الصين قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية مما حدى بالولايات المتحدة و حلفائها إلى فرض مقاطعة اقتصادية على اليابان ، و على إثر ه، قررت اليابان ضرب ميناء بيرل هاربر في 7 ديسمبر 1941، بلا سابق إنذار و بدون إعلان للحرب على الولايات المتحدة. تسبب الهجوم على ميناء بيرل هاربر بأضرار جسيمة للأسطول الأمريكي ، إلا أن حاملات الطائرات الأمريكية لم تُصب بأذى لكون الحاملات في عرض المحيط الهادي لأداء مهمّات لها . كما قامت القوات اليابانية بغزو جنوب آسيا تزامناً مع قصف بيرل هاربر و بالتحديد، ماليزيا، و إندونيسيا، و الفلبين بمحاولة من اليابان للسيطرة على حقول النفط الإندونيسية. و وصف رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشيرشل حادثة سقوط سنغافورة في أيدي القوات اليابانية بأنه من أكثر الهزائم مهانة على الإطلاق.

قامت الحرب العالمية الثانية على دحر و هزيمة المانيا النازية ، إلا أن جدول أعمال الولايات المتحدة وبعض من دول التحالف و من ضمنها أستراليا ، دأبوا على استرجاع الأراضي التي استولت عليها اليابان في منتصف العام 1942. ثم قامت الولايات المتحدة بقيادة الجنرال دوجلاس مكارثر بالهجوم و محاولة استرجاع غينيا الجديدة ، و جزر سليمان ، و بريطانيا الجديدة ، و إيرلندا الجديدة ، و الفلبين . و تنامت الضغوط على اليابان بهجوم الولايات المتحدة على السفن التجارية اليابانية و حرمان اليابان من المواد الأولية اللازمة للمجهود الحربي، و اشتدّت حدة الضغوط باحتلال الولايات المتحدة للجزر المتاخمة لليابان.

استيلاء الحلفاء على جزيرتي إيو جيما و أوكيناوا اليابانية جعل اليابان في مرمى طائرات وسفن التحالف دون أدنى مشقة . و إعلان الإتحاد السوفييتي الحرب على اليابان في بداية 1945 و من ثمّة مهاجمة منشوريا


بعد الحرب


فقد حوالي 70 مليون شخص حياته في الحرب العالمية الثانية ، حوالي 20 مليون جندي و50 مليون مدني ( التقديرات حول الرقم الصحيح تختلف) . خسر الحلفاء في الحرب العالمية الثانية حوالي 12.3 مليون عسكري، منهم 8 ملايين سوفييتي و خسرت قوات المحور 7.2 مليون عسكري منهم 5 ملايين ألماني . كانت خسائر السوفييت هي الأكبر في الأرواح ، فخسرت ما مجموعه 28 مليون ضحية، منهم 20 مليون مدني و8 ملايين عسكري . و تشير التقديرات إلى أن الخسائر البشرية للحرب العالمية الثانية كانت موزعة بنسبة 84% للحلفاء و 16% لقوات المحور.



عالم من الخراب


في نهاية الحرب ، ناك ملايين اللاجئين المشردين ، إنهار الاقتصاد الأوروبي و دمر 70% من البنية التحتية الصناعية فيها.

طلب المنتصرون في الشرق أن تدفع لهم تعويضات من قبل الأمم التي هزمت ، و في معاهدة السلام في باريس عام 1947، دفعت الدول التي عادت الاتحاد السوفييتي و هي هنجاريا ، فنلندا و رومانيا 300 مليون دولار أمريكي (بسعر الدولار لعام 1938) للاتحاد السوفييتي. و طلب من إيطاليا أن تدفع 360 مليون دولار تقاسمتها و بشكل رئيس اليونان و يوغوسلافيا و الاتحاد السوفييتي.

على عكس ما حدث في الحرب العالمية الأولى ، فإن المنتصرين في المعسكر الغربي لم يطالبوا بتعويضات من الأمم المهزومة . و لكن على العكس ، فإن خطة تم إنشاؤها على يد سكرتير الدولة جورج مارشال، سميت برنامج التعافي الأوروبي و المشهور بمشروع مارشال، و طلب من الكونجرس الأمريكي أن يوظف مليار دولار لإعادة إعمار أوروبا ، و ذلك كجزء من الجهود لإعادة بناء الرأسمالية العالمية و لإطلاق عملية البناء لفترة ما بعد الحرب ، و طبق نظام بريتون وودز الاقتصادي بعد الحرب. و كان الهدف من الاصلاحات الامريكية باوروبا هو كسب دعم الدول الاوربية للقطب الغربي و مساهمتها في منع انتشار الشيوعية باروبا خصوصا بعض ظهور مظاهر الحرب الباردة بزعامة الاتحاد السوفياتي - القطب الشرقي - و و.م.ا - القطب الغربي - ابتداءمن سنة1946 إضافة إلى ان الاصلاحات كانت تهدف إلى اصلاح العلاقة ما بين و.م.ا و الدول المنهزمة في ح.ع. الثانية عكس الاتحاد السوفياتي الدي كان يطمح في فكرة الانتقام من دول المحور التي كبدت الاتحاد السوفياتي خسائر بشرية و اقتصادية فادحة كما ان هده الاصلاحات تعتبر من العوامل الاساسية للقرن20 التي حافضت على النضام الرأسمالي باوربا الغربية و اعتبرت من العراقيل التي حالت دون انتشار الشيوعية باوروبا الغربية و مستعمراتها بافريقية أدت الحرب أيضاً إلى زيادة قوة الحركات الانفصالية بين القوى الأوروبية ، و المستعمرات في أفريقيا ، آسيا و أمريكا ، و حصل معظمها على الاستقلال خلال العشرين عاما التي تلت.



الأمم المتحدة

مقال رئيس : الأمم المتحدة


بما أن عصبة الأمم فشلت وبشكل واضح في منع الحرب ، فإن نظاماً عالمياً جديداً تم بناؤه . و تم إنشاء منظمة الأمم المتحدة في العام 1945. و بالإضافة إلى ذلك و لمنع تكرار مثل هذه الحرب الشاملة مرة أخرى ولإنشاء سلام طويل الأمد في أوروبا ، أنشئت جمعية الفحم و الحديد الأوروبية عام 1951 خلال معاهدة باريس عام 1951، التي قادت إلى إنشاء الاتحاد الأوروبي لاحقاً.

بدء الحرب الباردة



المقال الرئيس : الحرب الباردة


يرى العديدون أن نهاية الحرب العالمية الثانية كانت نهاية بريطانيا كقوة عظمى في العالم ، و بداية لتحول الولايات الأمريكية المتحدة و الإتحاد السوفييتي لأكبر قوتين في العالم . كانت الاختلافات تتنامى بين هاتين القوتين قبل نهاية الحرب ، و بانهيار ألمانيا النازية تدنت العلاقات بينهما إلى الحضيض.

في المناطق التي احتلتها قوات الحلفاء الغربية ، تم إنشاء حكومات ديمقراطية ؛ و في المناطق المحتلة من قبل القوات السوفييتية ، من ضمنها أراضي حلفاء سابقين كبولندا ، أنشئت حكومات شيوعية و صفت بأنها شكلية ، و اعتبر البعض و خاصة في تلك الدول الشرقية بأنه ذلك خيانة من قبل قوات الحلفاء لهم. و كان الكثيرون في الغرب قد إنتقدوا ذلك معتبرين بأن معاملة روزفلت وتشرتشل لستالين و كأنه حليف ديمقراطي و لاموهم لتعاملهم مع ستالين في يالطا بذات الشكل من المهادنة الذي عومل به هتلر قبل الحرب ، و بالتالي عدم تعلمهم من الخطأ السابق و تسليمهم شرق أوروبا للشيوعيين (تشرتشل ذاته قال بعد بدء الحرب الباردة ما معناه "قتلنا الخنزير الخطأ" )

قُسّمت ألمانيا إلى أربع مناطق محتلة ، جُمعت الأمريكية و البريطانية و الفرنسية لتشكل ما عرف بألمانيا الغربية ، و عرفت المنطقة السوفييتية بألمانيا الشرقية . تم فصل النمسا عن ألمانيا و قسمت هي الأخرى لأربعة مناطق محتلة ، و التي عادت لتتحد لاحقا مكونة الدولة النمساوية الحالية . و كوريا أيضا تم تقسيمها على خط عرض 38 شمال.

كانت التقسيمات غير رسمية؛ و لكنها كانت توضح مناطق التأثير ، و ساءت العلاقات بين المنتصرين بشكل مستمر لتصبح خطوط التقسيم أمرا واقعا و تمثل الحدود الدولية. و بدأت الحرب الباردة ، و بسرعة أصبح العالم منقسما إلى حلفين ، حلف الناتو و حلف وارسو