صفحة 1 من 1

سياسة الترغيب والترهيب وشعار التغيير الزائف

مرسل: الاثنين يناير 10, 2011 12:04 am
بواسطة ثامر المطلب8
سياسة الترهيب والترغيب الأمريكية‮.. ‬وشعار التغيير الزائف‮ ‬








الرئيس الأمريكي‮ ‬أوباما بنى حملته الانتخابية على شعار‮ ( ‬التغيير‮ ) ‬دون أن‮ ‬يُحدد كُنه أو مسارات ذلك التغيير‮ ‬،‮ ‬حيث كان بارعا في‮ ‬طرحه بحيث أوحى لمن كانوا‮ ‬ينادون بالتغيير على مستوى السياسات الداخلية بأنه المؤهل لرفع المعانا ة‮ ‬عن كاهل المواطنين الأمريكيين جراء سياسات سلفه بوش الذين اندفع في‮ ‬اتجاه شن الحروب وتكبيد الشعب الأمريكي‮ ‬خسائرمادية وبشرية أوشكت بالإقتصاد الأمريكي‮ ‬على الإنهيار بما نتج عن ذلك من تداعيات على‮ ‬الاقتصاد العالمي‮ ‬،‮ ‬وفطرت قلوب آلاف الأسر على أبنائهم ورجالهم ونسائهم الذي‮ ‬قُتلوا في‮ ‬تلك الحروب أو الذين خرجوا منها بعاهات مستديمة أثقلت كاهل أسرهم وضاعفت من معاناة تلك الأسر اقتصاديا اجتماعيا وإنسانيا‮ ‬،‮ ‬كما أنه بشعاره الواعد بأنه سيُخرج أمريكا من المستنقعات التي‮ ‬أغرقتها فيها سياسات الإدارات السابقة القائمة على الترهيب والترغيب وفرض العقوبات وشن الحروب ونشر معتقلات التعذيب والقمع السرية والعلنية والتدخل في‮ ‬الشؤون الداخلية للشعوب الأخرى وحرمانها بكل الوسائل التسلطية من انتهاج سياسات مستقلة تقوم على مبدأ حرية تقرير المصير أنعش الأمل لدى الكثيرين من الأمريكيين وغير الأمريكيين داخل أمريكا وخارجها من الناقمين على تلك السياسات التي‮ ‬شوهت صورة‮ ‬الولايات المتحدة الأمريكية‮ ‬لدى شعوب العالم التي‮ ‬أصبحت ترى فيها المصدر الأساسي‮ ‬لكل المشاكل والأخطارالمدمرة‮ .‬


‮ ‬وها هو أوباما وبعد عشرة أشهر من دخوله البيت الأبيض كأول رئيس أسود لم‮ ‬يخرج من نفق تلك السياسات المظلم وما فتئ هو وأعضاء إدارته‮ ‬يواصلون المرة تلو الأخرى وفي‮ ‬مختلف المناسبات والإتجاهات التلويح بسلاح العقوبات المغلف بدعاوى الحرص على تحقيق السلم والأمن ونشر الديموقراطية ضد من لا‮ ‬ينصاعون للإرادة الامريكية القائمة على ضمان تحقيق مصالحها ولا‮ ‬غير‮ ‬،‮ ‬وما الزعم بأن سياسة جديدة‮ ‬ستتبعها إدارة الرئيس باراك أوباما في‮ ‬التعامل مع الحكومة السودانية‮ ‬،‮ ‬تركز على زيادة العمل المشترك مع الحكومة السودانية والتقليل من العزلة المفروضة على الخرطوم إلا ذر للرماد في‮ ‬العيون ومحاولة للتمويه على النوايا الحقيقية من وراء تلك السياسة الجديدة‮ ( ‬ادعاء‮ ) ‬القديمة في‮ ‬واقع الحال وهي‮ ‬سياسة‮ ( ‬العصا والجزرة‮ ) ‬والتي‮ ‬كانت واضحة وضوح الشمس في‮ ‬رابعة النهار في‮ ‬البيان المكتوب الصادر عن الرئيس أوباما والذي‮ ‬جاء فيه‮ " ‬إذا تحركت حكومة السودان من أجل تحسين الوضع على الأرض والعمل من أجل السلام ستكون هناك حوافز‮ ..
‬وإن لم‮ ‬يحدث ذلك فسيكون هناك ضغط متزايد من جانب الولايات‮ ‬المتحدة والمجتمع الدولي‮ " ‬متعاميا عن أن الأحداث بما تفاعل خلالها من مواقف جسدت صمود الشعوب في‮ ‬مواجهة تلك السياسات العدوانية بما أثبت فشلها في‮ ‬تحقيق مآرب أصحابها العدوانية‮ ‬،‮ ‬ولتكتمل لعبة توزيع الأدوار بين ما‮ ‬يبدو أنهم رئيسيون إلى جانب الرئيس‮ ‬أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري‮ ‬كلينتون،‮ ‬أن التحول في‮ ‬الاستراتيجية التي‮ ‬ستتبعها بلادها في‮ ‬التعامل مع السودان جاء بعد مراجعة معمقة للحكومة الأمريكية للسياسة المتبعة تجاه السودان‮ ‬،‮ ‬وأضافت في‮ ‬تدخل سافر في‮ ‬الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة‮ " ‬تعيش السودان حالياً‮ ‬منعطفاً‮ ‬حرجاً‮ ‬،‮ ‬وتحقيق السلام والاستقرار لن‮ ‬يكون سهلا‮ ‬،‮ ‬والبقاء على الهامش ليس الخيار الأنسب‮ " ‬حيث تتضمن العبارة الأخيرة تهديدا واضحا باتخاذ إجراءات معادية للسودان‮ ‬،‮ ‬ومن جانبها أفصحت سوزان رايس سفيرة الولايات المتحدة في‮ ‬الأمم المتحدة‮ ‬في‮ ‬تصريح لا‮ ‬يحتاج إلى‮ ‬توضيح عن النوايا العدوانية ضد الشعب السوداني‮ ‬حيث قالت‮ " ‬إدارة أوباما ستقدم حوافز وستكون جاهزة لفرض العقوبات وممارسة الضغوط‮ ".. ‬كل تلك المواقف المتناقضة مع أبسط قواعد ومبادئ وأصول العلاقات بين الدول التي‮ ‬تقوم على أسس الاحترام المتبادل والتعاون المتكافئ والمعاملة بالمثل وعدم التدخل في‮ ‬الشؤون الداخلية والالتزام بما نصت عليه الأعراف والقوانين الدولية‮ .. ‬وما استمرار إدارة أوباما في‮ ‬العدوان على الشعب العراقي‮ ‬والأفغاني‮ ‬وما الموقف الداعم لقتلة الأطفال والنساء والشيوخ في‮ ‬فلسطين‮ ‬إلا الدليل على أن‮ ‬‮ ‬شعار التغيير كان الهدف منه هو تغيير الوجوه والألوان من دون تغيير السياسات والمضامين والمواقف‮ ‬،‮ ‬وأن أوباما اتخذه مطية خادعة للوصول إلى البيت الأبيض واعتلاء سدة الحكم لمواصلة السير في‮ ‬الاتجاه المعاكس لتطلعات شعوب العالم وقواها الخيرة المحبة للخير والعدل والسلام ومن بينها الشعب الأمريكي‮ ‬الذي‮ ‬إن خُدع بشعار التغيير لبعض الوقت فإنه لن‮ ‬يُخدع طول الوقت إذا لم‮ ‬يصدُق الرئيس أوباما في‮ ‬نواياه ووعوده التي‮ ‬قطعها على نفسه أمام الشعب الأمريكي‮ ‬وأمام شعوب العالم والتي‮ ‬مُنح على أساسها جائزة نوبل للسلام بالخروج بأمريكا من ماضيها الأسود إلى مستقبل تقبل فيه العيش مع شعوب العالم بعيدا عن الهيمنة والتسلط والعدوان‮ .‬